REGMUSTAPHA
عدد المساهمات : 208 تاريخ التسجيل : 06/04/2009
| موضوع: ماهو الشعر الملحون ........................ 2009-06-25, 18:14 | |
| الشعر الملحون أو النظم الملحون نظم شعبي توارثناه أبا عن جد، يحكي فيه الناظم عن أمور عديدة تتنوع بين المديح الديني وحب الوطن والغزل... إلخ، ينظم أولا وحسب رأي العديد من المؤرخين في هذا المجال بغرض تلحينه وغنائه.يقول الدكتور عبد العزيز الأهواني في كتابه الزجل في الأندلس: " لسنا في حاجة لأن نثبت من الناحية العقلية ضرورة وجود الأغاني في المجتمع الإنساني كله، وإن الأغاني الشعبية قديمة العهد بين سكان المدن والبوادي وإن الحياة الإجتماعية بمناسباتها المفرحة والمحزنة قد حتمت التعبير الجماعي الذي يستعين بالآلة الموسيقية وبالتنغيم اللفظي، فاصطنع فن يجمع بين هذين الجانبين الموسيقى واللغة، وهو ما نصطلح على تسميته بالأغنية الشعبية".وتنوعت أراء المختصين حول معنى النظم الملحون وجذوره، ففي نظر الدكتور حسين نصار أن الشعر الملحون لا وجود له في العصور الماضية، وذكر ما نصه: " ... لا خفاء في أن هذا الاسم أو إن نشأ الدقة هذا المصطلح عربي، أي مؤلف من ألفاظ عربية خالصة، ولكنه بالرغم من ذلك لم يلفظ به عرب الجاهلية ولا صدر الإسلام ولا عرب الأمويين أو العباسيين، وإنما ابتكرناه نحن عرب العصر الحديث ".وقال جماعة من المؤرخين والنقاد أنه أدب متوارث جيلا بعد جيل بالرواية الشفوية، وحددوا له أربع خصال:1- مجهول المؤلف2- عامي اللغة3- متوارث4- بالرواية الشعبيةوقال آخرون أنه أدب يعبر عن مشاعر الشعب في لغة عامية أو فصحى.وعند جماعة أخرى يعرف بأنه الأدب العامي قديما وحديثا، المسجل كان أو المروي شفاها، مجهول القائل أو معروفه.ويعرفه الأستاذ محمد المرزوقي : " ... ذلك الأدب الذي استعار له الشرقيون من أوروبا كلمة (فلكلور) على خلاف في صحة إطلاق هذه الكلمة على ما نسميه بالأدب الشعبي بالضبط.أما ابن خلدون في مقدمته فقال: " ... واستحدثوا فنا سموه الزجل، والتزموا النظم فيه على مناحيهم لهذا العهد، فجاءوا فيه بالغرائب، واتسع فيه للبلاغة مجال بحسب لغتهم المستعجمة، وأول من أبدع في هذه الطريقة الزجلية أبو بكر بن قزمان من قرطبة، وإن كانت قيلت قبله بالأندلس، لكن لم يظهر حلاها ولا انسكبت معانيها واشتهرت رشاقتها إلا في زمانه "، " ... ثم استحدثت أهل الأمصار بالمغرب فنا آخر من الشعر في أعاريض مزدوجة كالموشح، ونظموا فيه بلغتهم الحضرية أيضا، وسموه (عروض البلد) ، وكان أول من استحدثه فيهم رجل من أهل الأندلس نزل بفاس يعرف بابن عمير، نظم قطعة على طريقة الموشح، ولم يخرج عن مذاهب الإعراب... مطلعها:أبكاني بشاطئ النهر نوح الحمــــام *** على الغصن في البستان قريب الصباحوكف السحر تمحو مداد الظــــــلام *** وماء الندى يجري بثغر الأقـــــــــــــاحباكرت الرياض والطل فيه افتــراق *** سر الجواهر في نحور الجوارودمع النواعر ينهرق انهـــــــــراق *** يحاكي ثعابين حلقت بالثمــــارلووا بالغصن خلخال على كل ساق *** ودار الجميع بالروض دور السوارفاستحسنه أهل فاس وولعوا به ونظموا على طريقته، وتركوا الإعراب الذي ليس من شأنهم، وكثر سماعه بينهم، واستفحل فيه كثير منهم ونوعوه أصنافا إلى المزدوج والكازي والملعبة والغزل". فمثلا المزدوج: يظهر على أنه زجل تام له طالع وأدوار ينظم في غرض الإرشاد والحكمة، وأورد ابن خلدون هذا المثل لابن شجاع:المال زينة الدنيا وعز النفــــــوس *** يبهي وجوها ليست هي باهيافيها كل من هو كثير الفلــــــــوس *** ولوه الكلام والرتبة العاليايكبر من كثر ماله ولو كان صغيــر *** ويصغر عزيز القوم إذا افتقرمن ذا ينطبق صدري ومن ذا يصير *** يكاد ينفقع لولا الرجوع للقدرحتى يلتجي من هو في قومه كبيــر *** لمن لا أصل عنده لا له خطرلذا ينبغي يحزن على ذي العكوس *** ويصبغ عليه ثوب فراش صافيااللي صارت الأذناب أمام الرؤوس *** وصار يستفيد الواد من الساقياوالملعبة: مثله، ولكنها تخص الملاحم غالبا:وقد أورد لها ابن خلدون هذا المثل للكفيف الزهروني:كن مرعي قل ولا تكن راعي *** فالراعي عن رعيته مسئولواستنتج بالصلاة على الداعي *** الإسلام والرضا السني المكمولعلى الخلفا الراشدين والأتباع *** وأذكر بعدهم إذا تحب قولأحجاجا تحللو الصحــــــــــرا *** ودوا سرح البلاد مع السكانعسكر فاس المنيرة الغـــــــزا *** وين سارت بوعزايم السلطانمراجع الموضوع:1- الشعر الشعبي العربي - د. حسين نصار - بيروت - لبنان - 1980.2- الأدب الشعبي - الأستاذ محمد المرزوقي - الدار التونسية للنشر - تونس - 1967.3- ديوان سيدي الأخضر بن خلوف - الأستاذ محمد بن الحاج الغوثي بخوشة - دار ابن خلدون - تلسمان - الجزائر.4- مقدمة ابن خلدون - دار الكتاب اللبناني - بيروت - 1967.5- الزجل في الأندلس - د.عبد العزيز الأهواني - معهد الدراسات العربية العالية - القاهرة - 1957.+*+*+*+*+*+*+أنواع الشعر الملحون/أ-الزجلب-الكان وكانت-القوماث-الموالياومن الذين يرون تقسيمه بهذا الشكل الأستاذ محمد بن الحاج الغوثي بخوشة.أ-الزجل: قال المحبي في خلاصة الأثر عن أصل كلمة الزجل أنه لغة : الصوت، وسمي زجلا لأنه يلتذ به وتفهم مقاطع أوزانه ولزوم قوافيه.وأخذ به جمهور الناظمين لسلاسته وتناسق مفرداته، ونسجوا منه من غير التزام بالإعراب، وأول من أبدع فيه أبو بكر بن قزمان كما ذكر سابقا في أواخر القرن الخامس للهجرة،ومن أمثلة الزجل ما رواه الشاعر الأندلسي مدغليس في وصف الروضة:ورزاز دق ينــــــــزل *** وشعاع الشمس يضرب (رزاز = لعله ماء المطر الخفيف المنعش)فترى الواحد يغضــض *** وترى الآخر يذهبوالنبات يشرب ويسكن *** والطيور ترقص وتطربوالغصون تعطف إليـنا *** ثم تستحي وتهربأنت يا قبلة الكـــــــرام *** زينة المال والبنينالله يعطيك فوق المقـام *** ويعيدك على السنينأنت شامــــــــــا للأنام *** الله يحرس شمائلكويزيدك بالــــــــــدوام *** كي تعيش في فواضلك (كي = معناها حتى تعيش أو عندما تعيش)ما ينطوي ذكر الكرام *** لما تنشر فضائلكونهنيك لكل عــــــــام *** والخلائق تقول آمينقد بقينا بك في أمــان *** الله يحييك طول السنينب-الكان وكان: يذكر الأبشيهي الذي عاش في أوائل القرن التاسع الهجري في كتاب المستظرف : " ... ولهذا الفن وزن واحد وقافية واحدة، ولكن الشطر الأول من البيت أطول من الثاني، وما تكون القافية إلا مرددة. فأول من اخترعه البغداديون، وسموه بالكان وكان لأنهم نظموا فيه أولا الحكايات ثم جاء بالمواعظ والحكم فضلاء بغداد كالإمام ابن الجوزي وشمس الدين الكوفي.وهذين بيتين مما رواه الأبشيهي في كتباه المذكور سابقا:يا سادة هجروني وهم نزول بخاطري *** لا وحش الله منكم في سائر الأوقاتأوحشتم العين مني وانتم خاطــــــري *** والقلب في النور والعين في الظلماتت-القوما: أول من اخترع هذا الفن كذلك البغداديون، في عهد بني العباس، ويحكى أنه نبغ فيه ابن نقطة في زمان الخليفة الناصر الذي كان يطرب له:في الدهر أنت الفريـد *** في صفاتك وحيدوالخلق شعر منقــــح *** وأنت بيت القصيدلا زلت في تاييـــــــد *** في الصوم والعيدولا برحت مهنـــــــئ *** بكل عام جديدث-المواليا: تكلم بهذا الفن أتباع البرامكة بعد نكبتهم، فكانوا ينحنون عليهم ويكثرون قولهم يا مولى ويا موليا، ثم جيء به في مواضع غير الرثاء، منها في القتال: لك يا إمام الوغى في كل موضع حرب *** سماع يطرب ويغني الكربهذا ولك كلما دارت رحـــا الحــــــرب *** سيوف تفنى وكفك لا يمل يضربوفي الوعظ:يا قلب خانك المحبوب لا تدبـــــر *** عنه وعن قصة السلوان لا تخبرواستعمل الصبر الدايم العدو تقهر *** فإن الله ما خاب الذي صبر | |
|