هل تتحقق مساعي الأسرة المثالية؟

حينما يرغب الزوجان في الوصول للمثالية بحياتهم فإن إجتهاداتهم الشخصية تتضاعف من خلال الحب الذي يقع في

نفسيتهما مثل السحر حيث يصنف كشعور جارف لا يحده زمن ولا تحتويه حدود ولكن! ونتيجة لضغوطات الحياة

وصراعاتها المتواصلة وأخطاء لا تذكر يمارسها الطرفان ظناً منهما ان لا تأثير لها يبدأ هذا الشعور الجارف في

الاختفاء شيئاً فشيئاً ومن ثم يبدأ الرجل في ان يتوقع من المرأة أن تفكر وتتصرف مثل الرجل في حين تريد

المرأة من الرجل ان يفكر مثلها وهكذا دواليك دون الانتباه الى الفروقات الطبيعية بينهما والنتيجة

معروفة سلفاً والامتعاض والملل قد بدءا بالتسرب لواقع تلك الحياة ويبدأ ذلك الحب الذي أسس المثالية في

تلك الحياة بالانتهاء بحيث يضحي كل الطرفين متسائلاً في النهاية عن سبب ما حدث؟ ولماذا حدث؟ دون الوقوف

على مجريات برنامج الحياة السابقة الذي ولد تلك الفجوات بين الزوجين بالرغم من التأسيس الصادق.

يقول الدكتور موسى الجويسر -مدرب متخصص في علم انماط الشخصية: غالباً ما تشيع بين الزوجين ثغرات تتطور

لتكون أخطاء في التعامل وبالتالي تؤثر على مجريات العلاقة بين الطرفين فها هي المرأة تحاول أن تغير سلوك

الرجل وتطوره عن طريق تقديم النصح والارشاد في حين ان ترجمة ذلك الخطأ عند الرجل يتمحور في كون زوجته لا

تثق بقدرته وكفاءته كما تحاول تغيير سلوك زوجها عن طريق اجباره على سلوك معين »افعل كذا وكذا« كما لو

كان طفلاً صغيراً، في حين ان الرجل يترجم ذلك السلوك بأنها لا تحترمه ولا ترى فيه رجلاً بل طفل يُربّى ومن جانب

آخر فإن المرأة تعبر عن شعورها بالاحباط والألم عن طريق توجيه اللوم له والرجل يرى أن امرأته لا تقدر له

رأيا ولا ترى فيه رجلاً فهو شخص غير جدير بالثقة ولا الاحترام وناقص الاهلية والعقل والنضج.

* ما هي الاخطاء الشائعة لدى الرجل في معاملته للمرأة بشكل عام؟

نظراً لطبيعة الرجل الشرقي فإنه لا يستمع لزوجته ومن السهولة أن يتشتت تفكيره عنها ولا يعبأ بها أو

يتفاعل مع مشكلتها وتفسر المرأة ذلك بعدم اهتمام الرجل بها وان سلوكه لا يدل على حبه اياها، كما ان

الرجل حينما تشتكي له زوجته فإنه يأخذ شكواها حرفياً ويحاول ان يقدم لها الحلول بدون أن يشاركها هموها

أو أن يتفاعل معها ظناً منه ان المرأة تبحث عن حل لمشاكلها كما ان الرجل قليلاً ما يستمع لشكوى زوجته

وينفعل ويغضب بل يلومها على ازعاجها اياه بهذه المشاكل ولا يتفاعل مع مشكلتها معتبراً انها السبب فيها،

وعندها فإن المرأة تفسر هذا التصرف بعدم الاكتراث لشعورها، كذلك فإنه وبعد ان تشتكي المرأة لزوجها فهو

يصمت ولا يقول شيئاً بل يتركها ويذهب عنها ويترجم ذلك لدى الزوجة بعدم الامان والاستقرار لانه لم يصدر منه

اي رد فعل يشعرها بذلك.

* الوصول للمثالية لابد من تحقيق الاهداف في الحياة الزوجية فماذا تشكل هذه الاهداف بالنسبة للرجل؟

ان تحقيق الاهداف بالنسبة للرجل يعتبر من الوسائل للوصول للمثالية بالحياة الزوجية كونها تعتبر الطريقة

لاثبات قدرته والشعور بالرضى عن نفسه والمهم هنا ان يثبت الرجل نفسه بنفسه وبقوته الخاصة ولا يدع

الآخرين يحققون هذه النتائج له، فإن رضاه عن نفسه هو في قدرته على اداء هذه الاعمال بنفسه وبدون تدخل

من أحد حيث ان الشعور بالاستقلالية هو رمز لكفاءة الرجل وقوته.

* وبالنسبة للمرأة ما أهم متطلباتها للوصول للحياة المثالية؟

تقدر المرأة الحب والمحادثة والاتصال الفكري، بينهما حيث تعبر جميع هذه الأمور عن ذاتها وطبيعة شخصيتها

الانثوية ولذا فهي دائماً ما تطمح من الرجل الى التفاعل معها.

* من خلال النماذج التي التقيتها من الازواج هل هناك استجابة بين الطرفين للمحافظة على ذلك الواقع؟

هذا شيء أكيد ولكن كل بحسب طبيعته ومفهومه الخاص فالمرأة تحاول الوصول لذلك بطبيعتها الانثوية والرجل

يطبق في ذلك قوة شخصية الرجل الشرقي التي تبين رجولته ومدى احتياج المرأة له في تلك الحياة.

* وفي حال وجود فوارق عمرية بين الطرفين الا يكون لذلك تأثير، كأن تكون الزوجة أكبر من زوجها؟

نادراً ما يؤثر فرق السن في جهود الطرفين لتكوين هذا الواقع المثالي في الحياة كون طبيعة الرجل هي

الغالبة وأيضاً كوننا نعيش في مجمتع شرقي يتعامل مع الرجل بحسب تكوينه.

على الرغم من ارتفاع نسبة الطلاق في المملكة والتي تصل الى *٤٣٤٥‬ حالة مقارنة بحالات الزواج والتي سجلت

*٤٥٢٤‬ حالة حسب آخر احصائية لمركز المعلومات الا ان هناك جهوداً حثيثة من قبل بعض الافراد المتخصصين

للوصول لواقع الاسرة المثالية ومن ثم الحد من حالات الطلاق، والسؤال المطروح هو ترى هل ينجحون في تحقيق

مساعيهم؟

مع تحياتي

youcef_03